إن تنفيذ وحدات المعالجة الأولية المسبقة للمياه العادمة الصناعية يعتبر جزءاً من “مشروع معالجة مياه الصرف الصحي/ نابلس الشرقي والغربي” ويشتمل على المعالجة المسبقة للصناعات داخل وخارج حدود مدينة نابلس حاليا ومياهها العادمة حاليا تنساب في الأودية القريبة منها.
أن جميع المنشآت الصناعية ستطبق عليها القوانين التي تم تشريعها بهذا الخصوص والتي تحكم عملية تصريف المياه العادمة الى شبكة الصرف الصحي او الأودية.
وتشمل المعالجة الأولية صناعات:
مصانع قطع الحجر(مناشير الحجر) –استخدام تكنولوجيا عصر وتصفية النواتج السائلة الناتجة عن عملية قص الحجر بهدف تجفيفها وفصل الماء عنها سينتج عنها ماءاً يستخدم في عملية تبريد شفرات القص، كما سينتج عنه أيضا عجينة الحجر التي يمكن أن تكون ذات قيمة مادية قابلة للتسويق لغرض اعادة الاستخدام في أعمال البناء والصناعات الإنشائية. تتلخص أهم فوائد هذه تكنولوجيا تخفيض التكاليف التشغيلية في المصانع الكبيرة وتوفير مياه نظيفة يمكن إعادة استخدامها .
أشار صاحب المصنع السيد كمال صبيح الذي قام بتركيب وتصنيع ماكنة عصرالصول محلياً أن فترة استرداد الاستثمار قليلة بناءاً على ذلك تم عمل دراسة حالية لحساب تكاليف الشراء، والتركيب، والتشغيل والصيانة. تم طرح مشروع ضمن مشروع محطة التنقية الغربية وهو مشروع تجريبي لتنفيذ معالجة أولية لمنشار حجر غرب نابلس لتعميم التجربة على جميع المناشير في المدينة والمشروع حاليا في مرحلة التنفيذ.
مصانع الطحينة – سيتم استخدام آلة تعمل على تقشير بذور السمسم بطريقة ميكانيكية لا تستخدم المحلول الملحي. إن هذه الآلة يتم استخدامها حالياً في مصنع قمحية لإنتاج الطحينة في مدينة نابلس لإنتاج ما نسبته 60% من كامل إنتاج المصنع للطحينة وهي تعمل بشكل جيد.
استخدام هذه الطريقة سيؤدي إلى تقليل استخدام الملح بنسبة 80% – 90% وتقليل استخدام الماء بنسبة 50%. تشير الحسابات التي تم إجراؤها بناءً على المعلومات التي تم أخذها من أصحاب مصانع الطحينة إلى أن كمية الملح المتبقية في المياه العادمة بعد استخدام الطريقة الجافة لتقشير بذور السمسم ستؤدي إلى زيادة تركيز الملح في المياه المعالجة الكلية بأقل من 50 ملغم / لتر وزيادة تركيز إجمالي المواد المذابة بنفس الكمية وبالتالي لن يكون له تأثيرٌ سلبيٌ على عملية إعادة الاستخدام المخطط لها. تم طرح عطاء تجريبي في مصنع طحينة محلي لحساب تركيز الملح الذي سيتم تصريفه من المصنع حيث يمكن استخدام نتائج المرحلة التجريبية لإعطاء تصورات أكثر دقة عن أثر المياه العادمة الخارجة من جميع مصانع الطحينة على إعادة استخدام المياه المعالجة في محطة التنقية والمشروع قيد التنفيذ.
مصانع منتجات الألبان – إن المياه العادمة الناتجة عن هذه المصانع تحتوي على كمية عالية من متطلب الأكسجين الكيماوي (COD) وكذلك الدهون والتي عادة ما يتم خفض كمياتها في المعالجة المبدئية قبل تصريفها إلى أنابيب الصرف الصحي. إن نظام المعالجة المبدئية هذا لا يناسب مصانع الألبان الصغيرة بسبب الاستثمار الأولي العالي والتكاليف التشغيلية. إن تصريف المياه العادمة من مصنع الصفا للألبان من المتوقع أن يكون ذات تأثير قليل على محطة التنقية الشرقية المتوقع إنشاؤها في المستقبل القريب.
أن المصل الناتج عن عمليات تصنيع الجبنة يمكن أن يستخدم في إنتاج منتجات قابلة للتسويق إلا أن هذا الخيار لا يبدو متاحاً. إن نسبة إنتاج الجبنة في مصنع الألبان قليلة مقارنة بباقي المنتجات. في السنوات الأربع الماضية بلغت كمية الحليب المستخدم في صناعة الجبنة ما معدله 11% من مجمل الحليب المنتج في المصنع. إن إجمالي (COD) المتوقع أن يكون في أنابيب الصرف الصحي والناتج عن المياه العادمة الخارجة من المصنع هو أقل من الحد الأعلى المسموح به والذي تم تحديده في نظام ربط المساكن والمنشأت الصرف الصحي رقم (16) لسنة 2013.
المسلخ– إن تجميع الدم الناتج من الحيوانات المذبوحة سيؤدي إلى تلبية هذه الصناعة لمعايير المعالجة المسبقة الخاصة بالمسالخ. وهذا يتطلب تعديلات بسيطة نسبيا لنظام الصرف والأرضيات في المسلخ وبناء خزان من الحديد المقاوم للصدأ في الساحة الخارجية لبناء المسلخ لتجميع الدم وهذا سيسمح بتجميع الدم ونقله لمحطة التنقية واستخدامه كمصدر للطاقة لإنتاج الكهرباء في المحطة. تقدر تكلفة تركيب الحفر الأرضية والمصافي والبوابات والخزان 52000 يورو.
معاصر الزيتون – تستهلك عملية عصر الزيتون كميات كبيرة من الماء، كما أنها تنتج مياه عادمة تعرف بالزيبار. يحتوي الزيبار على تراكيز عالية من المضاد الحيوي البوليفينول والذي إذا تم تصريف كميات قليلة منه إلى محطة التنقية يقوم بتثبيط البكتيريا المستخدمة لمعالجة المياه العادمة. هناك العديد من الدراسات التي أجريت لمحاولة إيجاد الطرق المناسبة للتخلص من مادة الزيبار، تم إجراء اختبار لتأكيد ما وصلت إليه دراسة سابقة تبحث في إمكانية معالجة الزيبار بنجاح في الهاضم اللاهوائي في محطات تنقية المياه العادمة إذا ما تم خلطه مع المواد الصلبة المترسبة الأولية والحيوية مما يتيح إستخدام الزيبار في إنتاج الطاقة لتوليد الكهرباء في المحطة. توصي هذه الاختبارات بخلط نسبة معينة يتم فيها إضافة الزيبار إلى الهاضم اللاهوائي.
وبما أن الزيبار يتم إنتاجه فقط في موسم حصاد الزيتون وبما أن الزيبار من الممكن أن يتم إنتاجه في بعض الأحيان بشكل اكبر من ما يمكن استيعابه في الهاضم اللاهوائي، فإنه يقترح انشاء خزانات لتخزين الزيبار في كل من محطتي التنقية وكذلك في كل معصرة زيتون. ستكون هذه الخزانات ذات فائدة لبلدية نابلس من خلال تزويدها بمواد تضاف إلى الهاضم اللاهوائي والتي ستستخدم في عملية إنتاج الطاقة الكهربائية. كما يمكن استخدام هذه الخزانات لأغراض مفيدة أخرى في باقي أوقات السنة. الإستثمار من أجل الخزانات في معاصر الزيتون من المتوقع أن يكون 135000 يورو، بينما الإستثمار من أجل الخزانات في محطتي التنقية (الشرقية والغربية) من المتوقع أن يصل إلى 260000 يورو، بمجموع كلي يصل إلى 395000 يورو.
مصانع الجينز – هذه المصانع خفضت من استخدام الحجر في عملية الغسل والتي كانت تنتج في السابق عن إنتاج مياه مليئة بالجسيمات الحجرية وفيها تركيز عالي من الأصباغ. تتكون عملية غسيل الجينز حالياً بشكل رئيسي من دورات غسيل باستخدام المنظفات التقليدية. بناءا على العينات التي تم تحليلها في مرحلة التصميم المبدئي فإن تراكيز الأصباغ الموجودة يمكن أن يتم تخفيفها بشكل كافي عند اختلاطها بالمياه العادمة المنزلية، بما لا يسبب أي مشاكل في محطة التنقية، لهذا لا يوصى بوجود أي نظام معالجة مسبقة لهذه الصناعة. على الرغم من ذلك، فإنه من المقترح أن يتم عمل دراسة تجريبية وذلك من خلال تركيب خزانات توازن في المصانع وبحجم 7 م3 لكل خزان، وهو ما سيتيح المجال لأخذ عينات افضل للمياه العادمة الخارجة من المصنع للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي لها على محطة التنقية.
إن التكاليف الاستثمارية لتنفيذ برنامج متكامل لنظم المعالجة الأولية للمياه العادمة الصناعية تصل الى 4.0 مليون تقريبا